المعهد المتخصص المتوسطي للتدبير: مؤسسة تكوينية عليا أُحدثت سنة 2007 من طرف غرفة التجارة والصناعة والخدمات لجهة طنجة تطوان الحسيمة، بهدف الاستجابة لحاجيات المقاولات من الموارد البشرية المؤهلة، وتوفير تكوينات تقنية متخصصة تُمكن الشباب من الاندماج في سوق الشغل في القطاعين الخاص و العمومي.
يتميز المعهد بتوجهه المهني التطبيقي، حيث يعمل على إعداد تقنيين متخصصين في مجالات التسيير الإداري والمحاسباتي، التسويق التجاري، التصريح الجمركي، وتحليل البيانات (Data Science)، وهي مجالات تعرف طلباً متزايداً في المقاولات الوطنية والعالمية، مما يمنح لخريجيه فرصاً واعدة على المستوى المهني.
النظام التعليمي للمعهد المتخصص المتوسطي للتدبير
يعتمد المعهد المتخصص المتوسطي للتدبير ISMM على نظام بيداغوجي يجمع بين التكوين النظري والتطبيق العملي، يدوم سنتين، يخضع خلالهما المتدربون لبرامج دراسية تقنية دقيقة، تشمل حصصاً في الفصول الدراسية، وأعمالاً تطبيقية، إضافة إلى تداريب ميدانية داخل مقاولات وشركات شريكة، مما يسمح للطلبة باكتساب كفاءات عملية تؤهلهم لولوج سوق الشغل مباشرة بعد التخرج.
يخضع التكوين في المعهد المتخصص المتوسطي للتدبير ISMM لنظام خارجي (non résidentiel)، مما يعني أن الطلبة لا يستفيدون من الإيواء الداخلي، ويتوجب عليهم تدبير سكنهم بشكل مستقل. كما أن التكوين مؤدى عنه، حيث يُطلب من كل متدرب أداء مبلغ 22.000 درهم سنوياً كمساهمة مالية لتغطية تكاليف التكوين، ما يجعله تكويناً شبه عمومي بتكلفة منخفضة مقارنة بالمعاهد الخاصة.
التخصصات المتاحة بالمعهد المتخصص المتوسطي للتدبير
يوفر المعهد المتخصص المتوسطي للتدبير ISMM أربعة تخصصات رئيسية:
1. التسيير الإداري والمحاسبي Assistant en gestion administrative et comptable:
يهتم بتكوين تقنيين قادرين على تدبير الشؤون الإدارية والمالية للمقاولات، من خلال إتقان أدوات المحاسبة، التدبير الإداري، تنظيم الوثائق، إعداد الميزانيات، والبرمجة المالية.
2. التسيير التجاري والتسويق الإلكتروني Agent Commercial:
يرتكز على المهارات التجارية والتواصلية، مع إدماج وسائل وتقنيات التسويق الرقمي (Marketing Digital)، مثل إدارة الحملات الإعلانية عبر الإنترنت، تحليل السوق، تقنيات البيع، واستراتيجية ترويج المنتوجات والخدمات.
3. التصريح الجمركي (Déclarant en Douane):
يُكوّن تقنيين متخصصين في إعداد ومعالجة الملفات الجمركية، ومتابعة العمليات المرتبطة بالاستيراد والتصدير، وفق القوانين والمساطر الجمركية المعتمدة وطنياً ودولياً.
4. علوم البيانات (Data Scientist):
يُعتبر من أحدث التكوينات في المعهد، حيث يهتم بالتمكن من أدوات التحليل الإحصائي، البرمجة بلغة Python وR، استعمال قواعد البيانات، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الكبرى (Big Data).
شروط الترشيح لولوج المعهد المتخصص المتوسطي للتدبير
-
حاملي شهادة البكالوريا أو ما يعادلها فــي:
-
التسيير الإداري والمحاسباتي، التسيير التجاري والتسويق الإلكتروني، والتصريح الجمركي (بكالوريا جميع الشعب).
-
تخصص علوم البيانات (بكالوريا الشعب العلمية ).
-
-
حاملي دبلوم التقني:
يُسمح لحاملي دبلوم تقني المسلم من طرف إحدى مؤسسات التكوين المهني أو شهادة معادلة، الترشح لبعض التخصصات، بنسبة 20% من المقاعد المتبارى عليها.
مراحل الانتقاء لولوج المعهد المتخصص المتوسطي للتدبير
1. الترشيح الإلكتروني: أو الورقي حسب النظام المعتمد سنوياً، حيث يُطلب من المترشح تعبئة استمارة معلومات، وإرفاق نسخ من الوثائق المطلوبة (البكالوريا، بطاقة التعريف الوطنية، بيان النقط…).
2. الانتقاء الأولي: بناءً على دراسة ملف المترشح، خصوصاً نقط المواد: الرياضيات، الاقتصاد، الفرنسية، والإعلاميات حسب التخصص.
3. اختبار كتابي أو شفوي: (حسب التخصصات)، يمكن أن يشمل:
– اختبار في اللغة الفرنسية؛
– أسئلة في الثقافة العامة والتخصص المطلوب؛
– مقابلة شخصية لتقييم الدوافع والمهارات التواصلية.
الآفاق المهنية للمعهد المتخصص المتوسطي للتدبير
يتيح التكوين بالمعهد المتخصص المتوسطي للتدبير ISMM فرصاً حقيقية للاندماج السريع في الحياة العملية، وذلك بفضل قربه من المجال المقاولاتي، وباعتماده برامج تكوينية تتلاءم مع متطلبات سوق الشغل. من بين أهم الآفاق المهنية المتاحة:
-
العمل في مكاتب المحاسبة، وإدارات الشركات كمساعد إداري أو محاسب.
-
ولوج مهن البيع والتسويق في الشركات التجارية، والمقاولات الرقمية.
-
الاشتغال كمصرّح جمركي في شركات النقل الدولي أو الوكالات التجارية.
-
مجال تحليل البيانات لدى الأبناك، شركات التأمين، المراكز الرقمية، والمقاولات الكبرى.
-
إمكانية إنشاء مشروع خاص، خصوصاً في مجالات التجارة والخدمات المرتبطة بالرقمنة
يُعد المعهد المتخصص المتوسطي للتدبير خياراً تكوينياً موجهاً بدقة لتلبية حاجيات السوق من الكفاءات التقنية المتخصصة، ويمنح للطلبة تكويناً مهنياً عالي الجودة يجمع بين البعد النظري والتطبيقي. لذلك، فإن اختيار أحد تخصصاته يجب أن يكون مبنياً على ميول علمية دقيقة ووعي بطبيعة المهنة المستقبلية. ولتحقيق النجاح، من الضروري أن يتحلى المترشح بالانضباط الذاتي، والكفاءة اللغوية، والقدرة على التكيف مع بيئة مهنية متغيرة.